ارواج, بثلاثه
جسد بثلاثه ارواح
" جســـد بثــلاث أرواح "
الغرفة مظلمة ... * و الفتاة تصرخ : " أبي .. أبي ... "
سرعان ما دخل الأب السيد جوردمان و أنار الغرفة فوجد الفتاة الشقراء تنظر إلى الحائط و هي في وضع الركوع و في فمها حشرات صغيرة و هي تصرخ بشدة و بحده و كأنه صوت رجل بالغ : " أيها اللوطي اللعين .... أيها اللوطي اللعين " و تكرر ذلك مرارا و تكرارا * فحاول السيد جوردمان مساعدتها و لكنها ضربته بشدة مما جعله يبتعد عنها و هي تكرر تلك الجملة بشدة و كل مرة أسرع من التي قبلها .
و لكنه استعد رباط جأشه و حاول أن يقيدها و يخرج الحشرات من فمها و لكنها كانت تقاومه بشدة و هي متعصبة و شرايين وجهها متصلبة بشدة و لون عيناها احمر كمدمنين المخدرات و بمساعدة امها حاولوا تقيدها حول سريرها و هي تصرخ في وجه أبيها بشكل مرعب : " اتركني اتركني "
فنظر السيد جوردمان إلى زوجته و قال بهدوء شديد : " جين احضري لي الكتاب المقدس "
فقالت له : " حسنا " * فذهبت و أحضرت له الكتاب فتناوله منها و جلس يقرأ لها بعض النصوص
بينما جين زوجته خائفة و ترتعش فطلب سيد جوردمان أن تخرج خارج الغرفة فتركتها و خرجت خارج الغرفة و بالرغم من أنها أغلقت الباب إلا أنها تسمع بوضوح صوت ابنتها و هي تصرخ و تقول : " اتركني أيها اللوطي اللعين " و هي تكرر ذلك مرارا و تكرارا . .
و عندما انتهى السيد جوردمان هدأت الفتاة هدوء نسبي و بان عليها الإعياء الشديد و تنظر إلى الأرضية و هي مقيدة تماما * وقف أبيها و حرر قيودها و أخذها إلى سريرها و أغلق الأنوار و خرج . .
جلس الأب مع زوجته و هو يحاول تهدئتها فقالت له : " هل تريد فعل شيء حيالها * لا أستطيع ان انظر إليها هكذا و هي تتألم "
نظر إلى إليها بثقة : " لا تقلقي .. سيكون كل شي على ما يرام لقد اتصلت بالطبيب مارش و هو في الطريق "
بعد دقائق دق جرس الباب فهو الطبيب جرين مارش طبيب نفسي و هو طبيب شاب و في نفس الوقت جديد على هذه المهنة ..
فسرعان ما دخل إلى غرفة كيت فوجدها تكلم نفسها بطريقة هادئة و فيها حدة فأستمع الطبيب إليها بشغف و هي تتحدث و تقول : " أنهم أناس مجانين لا يفقهون ما يقولون ... لا لا ليس كما تظن ... "
فنظر الأب إلى الطبيب و قال : " يا سيد هل ستقوم بعملك ام استدعي طبيب آخر "
رد بارتباك : " نعم نعم بالطبع "
فحاول ان يهدئها و يقول بابتسامة : " مع من تتحدثين ؟ "
فنظرت إليه بشدة مما قذف الرعب في قلبه و قالت بحدة و بصوت رجال : " ماذا تريد ؟ "
حاول ان يبتعد عنها و لكنها أمسكت يداه و هو خائف منها فقالت في هدوء و بتهديد: " اخرج من هنا " و ضربته بيدها على وجه فأبتعد و هو خائف منها فقال السيد جوردمان : " هل معك مسكن او مهدئ "
رد بارتباك :" نعم نعم أظن ذلك "
رد الأب :" حسنا سوف أقيدها و أنت قم بتخديرها "
و بالفعل قام بتقييدها بينما هي تصرخ و تقول : " اتركني اتركني "
و الطبيب يحاول البحث عن المخدر فاخرج لها حقنة و قام بإعطائها الجرعة في الوريد فهدئت و بعد دقائق غفيت فنامت * فخرج الجميع من الغرفة و غادر الطبيب بيتهم . .
بعد نصف ساعة سمع الأب صوت ابنته و هي تصرخ صراخا شديدة فدخل بسرعة ووجدها قد ماتت . .
بعد مرور عامان
بينما هو جالس أمام التلفاز جاءت زوجته و هي تقول : " هل لي ان اطلب منك طلب "
رد بثقة و باهتمام : " بالتأكيد "
- " اريد رؤية ابنتي "
ظل يفكر دقيقة و نظر إليها و قال : " حسنا لكِ هذا "
فغمرتها السعادة و قالت : " أشكرك "
و بسرعة : " لكن هناك شرط "
بتردد : " و ما هو ؟ "
بتهديد : " اذا لاحظت مجرد ملاحظة دموع في عينيكِ سوف نعود فورا الى البيت هل سمعتي "
ردت بموافقة : " حسنا "
........................
دخل السيد جوردمان و في رفقته زوجته و مرتديان ملابس سوداء الى المقابر حيث يقع قبر الفتاة الشابة كيت التي توفت قبل عامان * بينما زوجة السيد جوردمان واقفة أمام قبر ابنتها و هي تدعوا لها فلاحظ السيد جوردمان بجواره رجل في الأربعينات يرتدي بذلة سوداء و يلبس نظارة سوداء فتقدم بكل أدب و قدم تعازيه لوفاة ابنته و طلب منه معرفة سبب وفاتها فقال : " الطبيب الشرعي يقول ماتت بسبب اضطراب في التنفس بسبب توقف القلب * و لكن هذا غير صحيح و لكن ماتت بسبب غباء طبيب "
نزع هذا الشاب نظارته و قال : " و هل تم القصاص منه ؟ "
- " للأسف لا .. "
- " أقدم لك أسفي .... و لكن هل لي ان أسألك سؤال آخر ؟ "
- " بالتأكيد تفضل "
- " مما كانت تعاني ابنتك "
فؤجي السيد جوردمان بالسؤال فالتفت الى زوجته ثم التفت الى هذا الرجل فأخذه بعيدا كي لا تسمع زوجته الحديث .... و عندما تأكد بأنه ابتعد قال : " لقد كانت تعاني نوبات صرع دائما و لديها تخيلات واسعة و كان تعالج نفسيا و جسديا و لكن كل المحاولات باءت بالفشل "
أحس بأنه داس على جرح هذا الرجل فقال : " انا أسف جدا ..... "
قاطعه : " لا لا تهتم و لكن هل ان اعرف ما الذي جعلك تسأل هكذا "
شعر بالحرج قليلا فقال : " نعم الحق معك فانا جون نولان صحفي في جريدة نيويورك تايمز و كما تعلم أحب ان اسمع قصص من الناس كي .. كي و انشرها للقراء ..... هكذا "
رد بعدم باقتناع : " فهمت "
تركه و ذهب نحو زوجته بينما ركض خلفه جون قائلا : " سيد جون هل لي ان اعرض عليك خدمة مقابل خدمة .. "
التفت نحوه قائلا : " ماذا ؟ "
بتردد : " اعني .. اقصد ان تسرد قصة ابنتك لي كاملة كي نعرضها للجمهور كي تستطيع ان تقتص من الطبيب الذي قتل ابنتك و هكذا تصبح قضيتك قضية المدينة بأكملها "
نظر إليه : " سيد .... "
بسرعة : " نولان .. جون نولان "
- " سيد جون نولان هل تعلم أين نعيش .... إقليم في جنوب بوسطن حيث لا قضايا للفقراء و الضعيف يكتم غضبه بداخله "
- " لا لا .... الصحافة أفضل طريقة للتعبير عن غضبك و صدقني لن تندم "
ظل السيد جوردمان يفكر و ينظر إليه بشدة
ثم أضاف : " على العموم تأنى في قرارك تفضل هذا رقمي – و أعطاه بطاقة تحوي رقمه – اتصل بي عندما تكون جاهزا ..... أشكرك "
تركته و ذهب نحو زوجته و قدم لها تعازيه و رحل . . .
فجاءت زوجته و قالت للسيد جوردمان : " من هذا الرجل الغريب "
نظر إليها و قال : " هيا بنا حان موعد الرحيل "
......................
في منزل السيد جوردمان في غرفة مكتبه جالس السيد جوردمان خلف المكتب و أمامه الرجل الذي قابله في المقبرة وهو الكاتب جون نولان . . .
السيد جوردمان جالس بكل هدوء و يداه على المكتب و يقول : " تفضل ماذا تريد مني "
نظر إليه باهتمام : " يا سيد جوردمان انا أريد منك ان تروي لي قصة ابنتك * ما حدث لها و كيف ماتت "
نظر إليه بسخرية و قال : " و هل تظن ان لدي وقت كافي لذلك "
- " لا لا لست مطرّ لذلك * و لكن هذا سوف يشفي غليلك من الذي قتل ابنتك "
صمت لفترة قصيرة ثم أجاب : " حسنا ... و لكن بشروط "
- " كما تحب "
- " أولا أريدك ان تنشر القصة كاملة للناس دون زيادة او نقصان "
- " لك هذا "
رد بسرعة : " لا تقاطعني * ثانيا لا اريد ذكر او تلميح عن أسماءنا "
ظل جون نولان يفكر بالأمر ثم قال : " حسنا لا مشكلة "
رد جوردمان : " حسنا ... من أين تريد ان تبدأ "
استراح نولان على مقعده و قال : " منذ البداية "
هز جوردمان رأسه ثم قال :
" حسنا .... ولدت كيت جوردمان في 24 أغسطس عام 1988 في وادي في جنوب بوسطن حيث ترعرعت * ربيناها على الأخلاق و العادات الطيبة لأننا لم نكن نعيش في المدينة و لكن نعيش في قرية صغيرة فقيرة و بعدها انتقلت الى مدينة نيويورك لان كيت طلبت ان تدرس في جامعة نيويورك لذلك سافرت الى هناك * كيت ناجحة في دراستها دائما و لم تعلم ماذا ينتظرها "
رد عليه نولان : " سيد جوردمان ماذا تعمل هنا ؟ ؟ "
- " انا اعمل حارس أمن في بنك الدولي ... هل تريد تعرف كم أتقاضى ؟ "
ضحك نولان ثم قال : " اكمل من فضلك "
- " قبل انتقالها الى نيويورك وصل إلى كيت رسالة من المدرسة الثانوية كي تكمل دراستها في جامعة نيويورك في البداية سافرت كيت مع بعض زملائها من بوسطن و مكثت في بيت الطالبات تقريبا أسبوع و اتصلت بنا و أخبرتنا انها سعيدة جدا و أخبرتنا انها تعرفت على جيم هو صديقها فتحدثت معه و طلبت منه ان يحافظ عليها فاطمأننت له و بعدها بيومان اتصلت بنا مجددا و طلبت ان أأتي و آخذها"
رن هاتف المنزل في منتصف الليل فقام السيد جوردمان بالرد عليه : " مرحبا "
فسمع صوت ابنته كيت فقال : " كيت حبيبتي ما الأمر ؟ "
كيت : " أبي من فضلك تعال و خذني من هنا لا أريد البقاء "
جوردمان : " كيت مع الأمر ؟ "
كيت : " أبي أبي ... "
جوردمان : " وبعدها الخط انقطع و لم تكمل حديثها معي "
فرد عليه نولان : " و لكن ماذا فعلت بعدها "
- " عندما سمعت تلك الكلمات و سمعت صوت بكاءها بشدة فسرعان ما قمت ما اتصلت بإدارة الجامعة و طلبت مني أن أأتي فعلا * بالفعل سافرت الى نيويورك بمفردي دون أن اعلم زوجتي بشيء و إذا كنت تريد الصراحة أنا نادم على ذلك * كان يجب عليّ إخبارها * لن أدخلك بتفاصيل غير مهمة فعند وصولي الجامعة قابلت مسيز ايميلي المسئولة عن الطلبات في الجامعة جلست معها و تحدث معها بخصوص ابنتي "
دخل السد جوردمان مكتب مسيز ايميلي فوجدها جالسة خلف مكتبها فعرفها بنفسه : " انا جوردمان ولي امر كيت لقد تحدثنا منذ ثلاث ايام "
فسرعان ما قامت من مقعدها و دعته للجلوس فقال لها : " يا مسيز ايميلي ما الأمر "
خرجت للحظات و عادت مرة آخرى و جلست على مقعدها المواجه له ثم نظرت الى الأرض ثم نظرت إليه مرة أخرى و قالت : " هل ابنتك كانت تعاني من أي أمراض عصبية او ذهنية قبل قدومها الى هنا "
عندما سمع تلك الكلمات دب فيه الصعقة فصرخ : " ماذا تقولي ؟؟ "
حاولت تهدئته : " يا سيدي من فضلك استرح "
فجلس مرة آخرى و قال بتوتر : " ماذا حدث "
فدخل عليهم رجل بان عليه ان طبيب
فقالت مسيز ايميلي له : " تعال يا دكتور براين "
فجلس بجوارهم فقال له جوردمان بسرعة : " ما الأمر يا دكتور براين انا والد كيت "
نظر إليه و قال : " يا سيد جوردمان ابنتك تعاني من هلوسة مستمرة ....... "
قاطعه على الفور : " ماذا تقول ابنتي لم تكن مصابة قبل قدومها الى هنا "
بسرعة رد الطبيب : " نعم و قبل ان تتصل بك أول مرة و عندما أخبرتك بأنها سعيدة و و و .. اليس كذلك "
نظر جوردمان إليه بإندهاش : " نعم نعم .. "
ثم اضاف : " اريد ان ارى ابنتي "
رد عليه الطبيب : " حسنا حسنا تفضل معي "
نولان : " و هل رأيتها ؟؟ "
و الدموع في عيناه : " نعم رأيتها و و كنت لا أحب بأن أراها هكذا "
نولان : " هل تستطيع ان توصفها ؟؟ ام ...... "
دخل السيد جوردمان و معه الطبيب الى غرفة كيت فكانت نائمة فدخل جوردمان بهدوء شديد و حاول ان يضع يداه عليها و عيناه تفيض من الدمع و هو يتأمل الى وجهها فكانت وجهها اصفر من عدم التغذية و عيناها زرقاء و بان عليها الإعياء الشديد . . .
فقال الطبيب : " كيت تقريبا لا تنام أبدا و لكن نعطيها بعض المنوم كي تستطيع النوم و مع ذلك تستيقظ قبل الموعد المحدد بـ 5 ساعات "
نظر إليه جوردمان : " 5 ساعات ؟ لماذا هذا المنوم كم مدته "
- " 6 ساعات "
فجأة استيقظت كيت من نومها بشدة و بسرعة و أمسكت يد أبيها بشدة و قالت له بحدة : " أبي ... أبي " فقامت بسرعة و هي تحاول القذف من النافذة و هي تصرخ و تقول كلمات غريبة و لكن الطبيب براين امسك يداها و قام بإعطاها مخدر فأغمى عليها بعد دقيقة ..
و بالطبع السيد جوردمان مصدوما بشدة و لا يعرف ماذا يفعل فقام الطبيب بعدل موضع كيت كي تنام بسلام
فطلب الطبيب منه " هل تسمح بالتفضل معي "
نظر إليه و هو يبكي : " الى أين "
- " اريدك ان تتحدث مع شخص عرف ابنتك من حين مكوثها هنا و لم يتركها لحظة واحدة "
- " جيم "
- " هل تعرفه "
- " لا و لكن كيت أخبرتني عنه من قبل "
- " حسنا يا سيد جوردمان تفضل معي "
دخل الطبيب و معه جوردمان مكتب مسيز ايميلي فوجد شاب بسيط يجلس في المكتب جلس الجميع
نظر الطبيب الى جوردمان : " حسنا حسنا ولكن هناك أمرا ما اود معرفته منك "
جوردمان : " و ما هو ؟ "
رد الطبيب : " هل ابنتك لديها أصدقاء شباب مقربون "
رد جوردمان بثقة : " لا "
وقف الطبيب و قال بتردد : " ابنتك .... ابنتك مريضة بمرض الإيدز "
نهض سيد جوردمان ببطء من ذهول الموقف و قال : " ماذا ؟؟؟ "
ثم نظر الى جيم فسرعان ما قال : " سيد جوردمان اقسم لك اني لم المس ابنتك بتاتا "
ثم قال الطبيب : " سيد جوردمان لا تظلم هذا الشاب * ابنتك لم تكمل أسبوعان هنا * حتى اذا حدث بينهم شيء لا تظهر أعراض المرض بهذه السرعة "
جلس جوردمان مرة آخرى ثم الطبيب براين
ثم اضاف : " لقد أخذت عينة من دمها و أرسلتها الى المعمل و اخبرني بأن المرض مستقر بداخلها وهي عرضة لأمراض كثيرة اقل ما قد يحدث لها حالة إعياء شديدة و توقف بعض أعضاء الجسم عن العمل "
سيد جوردمان يحدث نفسه : " يإللهي " فنظر جوردمان بثقة الى هذا الشاب : " ماذا حدث يا جيم "
تحدث جيم بتردد او خوف قال : " ابنتك كيت فتاة جيدة ... عندما وصلت الى هنا منذ عشرة أيام تقريبا كانت سعيدة جدا * و تعرفت عليها في أول يوم وصلت به تحدثا كثيرا جدا بخصوصها و بخصوص العمل في ما بعد الدراسة * و بعد مرور ثمان ايام تقريبا بدا عليها أمور غريبة جدا "
رد عليها جوردمان : " أمور مثل ماذا ؟ "
نظر جيم الى الأرض ثم نظر الى إليه مرة أخرى و قال : " طلبت مني كيت النوم بجوارها لأنها كانت خائفة في تلك الليلة * عندما استيقظت لم أجدها بجواري فقمت ابحث عنها فوجدتها واقفة أمام الحائط و هي في وضع الركوع و في يداها حشرات غريبة "
نولان : " حشرات "
جوردمان " نعم .. في ليلة وفاتها أيضا رأيتها بهذا الوضع و في يداها و فمها حشرات غريبة لم أراها من قبل و لم اعلم من اين أتت بها "
نولان : " حسنا أكمل من فضلك "
جسد بثلاثه ارواح
" جســـد بثــلاث أرواح "
الغرفة مظلمة ... * و الفتاة تصرخ : " أبي .. أبي ... "
سرعان ما دخل الأب السيد جوردمان و أنار الغرفة فوجد الفتاة الشقراء تنظر إلى الحائط و هي في وضع الركوع و في فمها حشرات صغيرة و هي تصرخ بشدة و بحده و كأنه صوت رجل بالغ : " أيها اللوطي اللعين .... أيها اللوطي اللعين " و تكرر ذلك مرارا و تكرارا * فحاول السيد جوردمان مساعدتها و لكنها ضربته بشدة مما جعله يبتعد عنها و هي تكرر تلك الجملة بشدة و كل مرة أسرع من التي قبلها .
و لكنه استعد رباط جأشه و حاول أن يقيدها و يخرج الحشرات من فمها و لكنها كانت تقاومه بشدة و هي متعصبة و شرايين وجهها متصلبة بشدة و لون عيناها احمر كمدمنين المخدرات و بمساعدة امها حاولوا تقيدها حول سريرها و هي تصرخ في وجه أبيها بشكل مرعب : " اتركني اتركني "
فنظر السيد جوردمان إلى زوجته و قال بهدوء شديد : " جين احضري لي الكتاب المقدس "
فقالت له : " حسنا " * فذهبت و أحضرت له الكتاب فتناوله منها و جلس يقرأ لها بعض النصوص
بينما جين زوجته خائفة و ترتعش فطلب سيد جوردمان أن تخرج خارج الغرفة فتركتها و خرجت خارج الغرفة و بالرغم من أنها أغلقت الباب إلا أنها تسمع بوضوح صوت ابنتها و هي تصرخ و تقول : " اتركني أيها اللوطي اللعين " و هي تكرر ذلك مرارا و تكرارا . .
و عندما انتهى السيد جوردمان هدأت الفتاة هدوء نسبي و بان عليها الإعياء الشديد و تنظر إلى الأرضية و هي مقيدة تماما * وقف أبيها و حرر قيودها و أخذها إلى سريرها و أغلق الأنوار و خرج . .
جلس الأب مع زوجته و هو يحاول تهدئتها فقالت له : " هل تريد فعل شيء حيالها * لا أستطيع ان انظر إليها هكذا و هي تتألم "
نظر إلى إليها بثقة : " لا تقلقي .. سيكون كل شي على ما يرام لقد اتصلت بالطبيب مارش و هو في الطريق "
بعد دقائق دق جرس الباب فهو الطبيب جرين مارش طبيب نفسي و هو طبيب شاب و في نفس الوقت جديد على هذه المهنة ..
فسرعان ما دخل إلى غرفة كيت فوجدها تكلم نفسها بطريقة هادئة و فيها حدة فأستمع الطبيب إليها بشغف و هي تتحدث و تقول : " أنهم أناس مجانين لا يفقهون ما يقولون ... لا لا ليس كما تظن ... "
فنظر الأب إلى الطبيب و قال : " يا سيد هل ستقوم بعملك ام استدعي طبيب آخر "
رد بارتباك : " نعم نعم بالطبع "
فحاول ان يهدئها و يقول بابتسامة : " مع من تتحدثين ؟ "
فنظرت إليه بشدة مما قذف الرعب في قلبه و قالت بحدة و بصوت رجال : " ماذا تريد ؟ "
حاول ان يبتعد عنها و لكنها أمسكت يداه و هو خائف منها فقالت في هدوء و بتهديد: " اخرج من هنا " و ضربته بيدها على وجه فأبتعد و هو خائف منها فقال السيد جوردمان : " هل معك مسكن او مهدئ "
رد بارتباك :" نعم نعم أظن ذلك "
رد الأب :" حسنا سوف أقيدها و أنت قم بتخديرها "
و بالفعل قام بتقييدها بينما هي تصرخ و تقول : " اتركني اتركني "
و الطبيب يحاول البحث عن المخدر فاخرج لها حقنة و قام بإعطائها الجرعة في الوريد فهدئت و بعد دقائق غفيت فنامت * فخرج الجميع من الغرفة و غادر الطبيب بيتهم . .
بعد نصف ساعة سمع الأب صوت ابنته و هي تصرخ صراخا شديدة فدخل بسرعة ووجدها قد ماتت . .
بعد مرور عامان
بينما هو جالس أمام التلفاز جاءت زوجته و هي تقول : " هل لي ان اطلب منك طلب "
رد بثقة و باهتمام : " بالتأكيد "
- " اريد رؤية ابنتي "
ظل يفكر دقيقة و نظر إليها و قال : " حسنا لكِ هذا "
فغمرتها السعادة و قالت : " أشكرك "
و بسرعة : " لكن هناك شرط "
بتردد : " و ما هو ؟ "
بتهديد : " اذا لاحظت مجرد ملاحظة دموع في عينيكِ سوف نعود فورا الى البيت هل سمعتي "
ردت بموافقة : " حسنا "
........................
دخل السيد جوردمان و في رفقته زوجته و مرتديان ملابس سوداء الى المقابر حيث يقع قبر الفتاة الشابة كيت التي توفت قبل عامان * بينما زوجة السيد جوردمان واقفة أمام قبر ابنتها و هي تدعوا لها فلاحظ السيد جوردمان بجواره رجل في الأربعينات يرتدي بذلة سوداء و يلبس نظارة سوداء فتقدم بكل أدب و قدم تعازيه لوفاة ابنته و طلب منه معرفة سبب وفاتها فقال : " الطبيب الشرعي يقول ماتت بسبب اضطراب في التنفس بسبب توقف القلب * و لكن هذا غير صحيح و لكن ماتت بسبب غباء طبيب "
نزع هذا الشاب نظارته و قال : " و هل تم القصاص منه ؟ "
- " للأسف لا .. "
- " أقدم لك أسفي .... و لكن هل لي ان أسألك سؤال آخر ؟ "
- " بالتأكيد تفضل "
- " مما كانت تعاني ابنتك "
فؤجي السيد جوردمان بالسؤال فالتفت الى زوجته ثم التفت الى هذا الرجل فأخذه بعيدا كي لا تسمع زوجته الحديث .... و عندما تأكد بأنه ابتعد قال : " لقد كانت تعاني نوبات صرع دائما و لديها تخيلات واسعة و كان تعالج نفسيا و جسديا و لكن كل المحاولات باءت بالفشل "
أحس بأنه داس على جرح هذا الرجل فقال : " انا أسف جدا ..... "
قاطعه : " لا لا تهتم و لكن هل ان اعرف ما الذي جعلك تسأل هكذا "
شعر بالحرج قليلا فقال : " نعم الحق معك فانا جون نولان صحفي في جريدة نيويورك تايمز و كما تعلم أحب ان اسمع قصص من الناس كي .. كي و انشرها للقراء ..... هكذا "
رد بعدم باقتناع : " فهمت "
تركه و ذهب نحو زوجته بينما ركض خلفه جون قائلا : " سيد جون هل لي ان اعرض عليك خدمة مقابل خدمة .. "
التفت نحوه قائلا : " ماذا ؟ "
بتردد : " اعني .. اقصد ان تسرد قصة ابنتك لي كاملة كي نعرضها للجمهور كي تستطيع ان تقتص من الطبيب الذي قتل ابنتك و هكذا تصبح قضيتك قضية المدينة بأكملها "
نظر إليه : " سيد .... "
بسرعة : " نولان .. جون نولان "
- " سيد جون نولان هل تعلم أين نعيش .... إقليم في جنوب بوسطن حيث لا قضايا للفقراء و الضعيف يكتم غضبه بداخله "
- " لا لا .... الصحافة أفضل طريقة للتعبير عن غضبك و صدقني لن تندم "
ظل السيد جوردمان يفكر و ينظر إليه بشدة
ثم أضاف : " على العموم تأنى في قرارك تفضل هذا رقمي – و أعطاه بطاقة تحوي رقمه – اتصل بي عندما تكون جاهزا ..... أشكرك "
تركته و ذهب نحو زوجته و قدم لها تعازيه و رحل . . .
فجاءت زوجته و قالت للسيد جوردمان : " من هذا الرجل الغريب "
نظر إليها و قال : " هيا بنا حان موعد الرحيل "
......................
في منزل السيد جوردمان في غرفة مكتبه جالس السيد جوردمان خلف المكتب و أمامه الرجل الذي قابله في المقبرة وهو الكاتب جون نولان . . .
السيد جوردمان جالس بكل هدوء و يداه على المكتب و يقول : " تفضل ماذا تريد مني "
نظر إليه باهتمام : " يا سيد جوردمان انا أريد منك ان تروي لي قصة ابنتك * ما حدث لها و كيف ماتت "
نظر إليه بسخرية و قال : " و هل تظن ان لدي وقت كافي لذلك "
- " لا لا لست مطرّ لذلك * و لكن هذا سوف يشفي غليلك من الذي قتل ابنتك "
صمت لفترة قصيرة ثم أجاب : " حسنا ... و لكن بشروط "
- " كما تحب "
- " أولا أريدك ان تنشر القصة كاملة للناس دون زيادة او نقصان "
- " لك هذا "
رد بسرعة : " لا تقاطعني * ثانيا لا اريد ذكر او تلميح عن أسماءنا "
ظل جون نولان يفكر بالأمر ثم قال : " حسنا لا مشكلة "
رد جوردمان : " حسنا ... من أين تريد ان تبدأ "
استراح نولان على مقعده و قال : " منذ البداية "
هز جوردمان رأسه ثم قال :
" حسنا .... ولدت كيت جوردمان في 24 أغسطس عام 1988 في وادي في جنوب بوسطن حيث ترعرعت * ربيناها على الأخلاق و العادات الطيبة لأننا لم نكن نعيش في المدينة و لكن نعيش في قرية صغيرة فقيرة و بعدها انتقلت الى مدينة نيويورك لان كيت طلبت ان تدرس في جامعة نيويورك لذلك سافرت الى هناك * كيت ناجحة في دراستها دائما و لم تعلم ماذا ينتظرها "
رد عليه نولان : " سيد جوردمان ماذا تعمل هنا ؟ ؟ "
- " انا اعمل حارس أمن في بنك الدولي ... هل تريد تعرف كم أتقاضى ؟ "
ضحك نولان ثم قال : " اكمل من فضلك "
- " قبل انتقالها الى نيويورك وصل إلى كيت رسالة من المدرسة الثانوية كي تكمل دراستها في جامعة نيويورك في البداية سافرت كيت مع بعض زملائها من بوسطن و مكثت في بيت الطالبات تقريبا أسبوع و اتصلت بنا و أخبرتنا انها سعيدة جدا و أخبرتنا انها تعرفت على جيم هو صديقها فتحدثت معه و طلبت منه ان يحافظ عليها فاطمأننت له و بعدها بيومان اتصلت بنا مجددا و طلبت ان أأتي و آخذها"
رن هاتف المنزل في منتصف الليل فقام السيد جوردمان بالرد عليه : " مرحبا "
فسمع صوت ابنته كيت فقال : " كيت حبيبتي ما الأمر ؟ "
كيت : " أبي من فضلك تعال و خذني من هنا لا أريد البقاء "
جوردمان : " كيت مع الأمر ؟ "
كيت : " أبي أبي ... "
جوردمان : " وبعدها الخط انقطع و لم تكمل حديثها معي "
فرد عليه نولان : " و لكن ماذا فعلت بعدها "
- " عندما سمعت تلك الكلمات و سمعت صوت بكاءها بشدة فسرعان ما قمت ما اتصلت بإدارة الجامعة و طلبت مني أن أأتي فعلا * بالفعل سافرت الى نيويورك بمفردي دون أن اعلم زوجتي بشيء و إذا كنت تريد الصراحة أنا نادم على ذلك * كان يجب عليّ إخبارها * لن أدخلك بتفاصيل غير مهمة فعند وصولي الجامعة قابلت مسيز ايميلي المسئولة عن الطلبات في الجامعة جلست معها و تحدث معها بخصوص ابنتي "
دخل السد جوردمان مكتب مسيز ايميلي فوجدها جالسة خلف مكتبها فعرفها بنفسه : " انا جوردمان ولي امر كيت لقد تحدثنا منذ ثلاث ايام "
فسرعان ما قامت من مقعدها و دعته للجلوس فقال لها : " يا مسيز ايميلي ما الأمر "
خرجت للحظات و عادت مرة آخرى و جلست على مقعدها المواجه له ثم نظرت الى الأرض ثم نظرت إليه مرة أخرى و قالت : " هل ابنتك كانت تعاني من أي أمراض عصبية او ذهنية قبل قدومها الى هنا "
عندما سمع تلك الكلمات دب فيه الصعقة فصرخ : " ماذا تقولي ؟؟ "
حاولت تهدئته : " يا سيدي من فضلك استرح "
فجلس مرة آخرى و قال بتوتر : " ماذا حدث "
فدخل عليهم رجل بان عليه ان طبيب
فقالت مسيز ايميلي له : " تعال يا دكتور براين "
فجلس بجوارهم فقال له جوردمان بسرعة : " ما الأمر يا دكتور براين انا والد كيت "
نظر إليه و قال : " يا سيد جوردمان ابنتك تعاني من هلوسة مستمرة ....... "
قاطعه على الفور : " ماذا تقول ابنتي لم تكن مصابة قبل قدومها الى هنا "
بسرعة رد الطبيب : " نعم و قبل ان تتصل بك أول مرة و عندما أخبرتك بأنها سعيدة و و و .. اليس كذلك "
نظر جوردمان إليه بإندهاش : " نعم نعم .. "
ثم اضاف : " اريد ان ارى ابنتي "
رد عليه الطبيب : " حسنا حسنا تفضل معي "
نولان : " و هل رأيتها ؟؟ "
و الدموع في عيناه : " نعم رأيتها و و كنت لا أحب بأن أراها هكذا "
نولان : " هل تستطيع ان توصفها ؟؟ ام ...... "
دخل السيد جوردمان و معه الطبيب الى غرفة كيت فكانت نائمة فدخل جوردمان بهدوء شديد و حاول ان يضع يداه عليها و عيناه تفيض من الدمع و هو يتأمل الى وجهها فكانت وجهها اصفر من عدم التغذية و عيناها زرقاء و بان عليها الإعياء الشديد . . .
فقال الطبيب : " كيت تقريبا لا تنام أبدا و لكن نعطيها بعض المنوم كي تستطيع النوم و مع ذلك تستيقظ قبل الموعد المحدد بـ 5 ساعات "
نظر إليه جوردمان : " 5 ساعات ؟ لماذا هذا المنوم كم مدته "
- " 6 ساعات "
فجأة استيقظت كيت من نومها بشدة و بسرعة و أمسكت يد أبيها بشدة و قالت له بحدة : " أبي ... أبي " فقامت بسرعة و هي تحاول القذف من النافذة و هي تصرخ و تقول كلمات غريبة و لكن الطبيب براين امسك يداها و قام بإعطاها مخدر فأغمى عليها بعد دقيقة ..
و بالطبع السيد جوردمان مصدوما بشدة و لا يعرف ماذا يفعل فقام الطبيب بعدل موضع كيت كي تنام بسلام
فطلب الطبيب منه " هل تسمح بالتفضل معي "
نظر إليه و هو يبكي : " الى أين "
- " اريدك ان تتحدث مع شخص عرف ابنتك من حين مكوثها هنا و لم يتركها لحظة واحدة "
- " جيم "
- " هل تعرفه "
- " لا و لكن كيت أخبرتني عنه من قبل "
- " حسنا يا سيد جوردمان تفضل معي "
دخل الطبيب و معه جوردمان مكتب مسيز ايميلي فوجد شاب بسيط يجلس في المكتب جلس الجميع
نظر الطبيب الى جوردمان : " حسنا حسنا ولكن هناك أمرا ما اود معرفته منك "
جوردمان : " و ما هو ؟ "
رد الطبيب : " هل ابنتك لديها أصدقاء شباب مقربون "
رد جوردمان بثقة : " لا "
وقف الطبيب و قال بتردد : " ابنتك .... ابنتك مريضة بمرض الإيدز "
نهض سيد جوردمان ببطء من ذهول الموقف و قال : " ماذا ؟؟؟ "
ثم نظر الى جيم فسرعان ما قال : " سيد جوردمان اقسم لك اني لم المس ابنتك بتاتا "
ثم قال الطبيب : " سيد جوردمان لا تظلم هذا الشاب * ابنتك لم تكمل أسبوعان هنا * حتى اذا حدث بينهم شيء لا تظهر أعراض المرض بهذه السرعة "
جلس جوردمان مرة آخرى ثم الطبيب براين
ثم اضاف : " لقد أخذت عينة من دمها و أرسلتها الى المعمل و اخبرني بأن المرض مستقر بداخلها وهي عرضة لأمراض كثيرة اقل ما قد يحدث لها حالة إعياء شديدة و توقف بعض أعضاء الجسم عن العمل "
سيد جوردمان يحدث نفسه : " يإللهي " فنظر جوردمان بثقة الى هذا الشاب : " ماذا حدث يا جيم "
تحدث جيم بتردد او خوف قال : " ابنتك كيت فتاة جيدة ... عندما وصلت الى هنا منذ عشرة أيام تقريبا كانت سعيدة جدا * و تعرفت عليها في أول يوم وصلت به تحدثا كثيرا جدا بخصوصها و بخصوص العمل في ما بعد الدراسة * و بعد مرور ثمان ايام تقريبا بدا عليها أمور غريبة جدا "
رد عليها جوردمان : " أمور مثل ماذا ؟ "
نظر جيم الى الأرض ثم نظر الى إليه مرة أخرى و قال : " طلبت مني كيت النوم بجوارها لأنها كانت خائفة في تلك الليلة * عندما استيقظت لم أجدها بجواري فقمت ابحث عنها فوجدتها واقفة أمام الحائط و هي في وضع الركوع و في يداها حشرات غريبة "
نولان : " حشرات "
جوردمان " نعم .. في ليلة وفاتها أيضا رأيتها بهذا الوضع و في يداها و فمها حشرات غريبة لم أراها من قبل و لم اعلم من اين أتت بها "
نولان : " حسنا أكمل من فضلك "